اقالات بالجملة.. هل هي محاولة لترويض التظاهرات وخفض مستوى الغضب الشعبي ام صحوة ضمير لانقاذ واقع الديوانية!

منصة اخبار العراق / الديوانية

الكتاب : سيف البصري

في ظل تزايد الغضب الشعبي والجماهيري في محافظة الديوانية، خرجت العديد من مناطق واحياء المحافظة بتظاهرات كبرى للمطالبة بالخدمات ومعالجة واقع البنى التحتية المتردي وذلك نتيجة للدمار الحاصل في تلك المناطق من قبل الشركة (الإسبانية) سيئة الصيت بحسب مراقبون وحكوميون

وبعد اعلان الحكومة المحلية في كانون الثاني من العام الماضي عن موافقة رئاسة الوزراء على ادراج  42 حيًا من احياء مركز محافظة الديوانية الى التأهيل، تم إحالة مشروع التأهيل الى إئتلاف شركتي مباني العاصمة والشركة الإسبانية باشراف وتوجيه من رئاسة الوزراء واشراف مباشر من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني

بصيص امل

تأمل الديوانيون خيرًا بإدراج عدد كبير من احياء المحافظة للتأهيل وإحالة المشروع للشركات المذكورة ولكن ما بات الأمل يزدهر حتى اتضح ان الشركة المذكورة تمتلك سجلاً مرعبًا، حيث اتضح ان هناك دعاوى وشكاوى وحجز اموال وشحة في الموارد والامكانيات وتورط بعدم تسديد مبالغ للحكومة في محافظة بابل، بحسب ما صرح أعضاء في مجلس النواب العراقي عن محافظة الديوانية

باشرت الشركات بالعمل في حي الجامعة وهو اول احياء المحافظة وكان العمل متلكئ جدا، حدثت زيارات ميدانية لمحافظ الديوانية واعضاء من مجلس النواب ومجلس المحافظ ولكن يبدو ان الأعمال لم تكن بالمستوى المطلوب حيث قلة في الآليات وضعف في الموارد البشرية والامكانيات الفنية، وبعد فترة وجيزة وصل وزير الاعمار والاسكان بنكين ريكاني لغرض الاطلاع والمتابعة ونقل له أعضاء مجلس المحافظة تلكؤ وضعف اداء الشركة

باشرت الشركة ايضا في أحياء اخرى وكانت صحافة المواطن بالمرصاد حيث رصد مواطنون ضعف وتلكؤ وفشل في انجاز المشاريع وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بفديوهات مضحكة لاعمال الشركة

يبدو ان ما بُني على باطل فهو باطل، حيث لا دخان بدون نار وان الأخبار التي وصلت الى مسامع الجمهور الديواني باتت حقيقة واضحة، بعد عام كامل من احالة مشروع التأهيل لم تعلن الشركة (الإسبانية) عن اكتمال اي من الأحياء البالغ عددها 42 حيًا واصبح المواطن في حالة تذمر وغضب لما دمرته الشركة من بنى تحتية دون اكماله في الوقت المقرر

الأمطار كشفت الواقع واطلقت صفارة الإنذار

الشتاء دخل بشكل مباغت، دخلت المحافظة بموجة امطار سريعة وكبيرة فغصت الاحياء بمياه الأمطار ووصلت الاطيان الى الركبة، توقفت الحياة والعمل واعلنت الحكومة المحلية عن عطلة رسمية لحين سحب مياه الأمطار ومعالجة الواقع، ثم اعلنت عن عطلة رسمية ثم اعلنت عن عطلة رسمية ثم عطلة رسمية ثم اتضح انه لا فائدة من ذلك!

زادت معاناة المواطنين في العديد من احياء المحافظة ومنها احياء ام الخيل وسط المحافظة حيث سعر قطعة الارض يصل مليار دينار وسعر المنزل يصل حتى 3 مليارات، فكانت الشرارة الأولى لتنطلق بعدها العديد من احياء المحافظة بتظاهرات كبرى وفي مناطق مختلفة للاعلان عن رفض الشركة ( الإسبانية) وضرورة ايجاء حلول للواقع المأساوي الذي تعيشه تلك الاحياء

فرصة لمعالجة الواقع

وبسبب التذمر الشعبي الكبير من اداء مديرية بلديات وبلدية الديوانية اعلنت مجلس المحافظة عن اقالات بالجملة تضمنت اقالة مدير بلدية الديوانية ومدير بلديات الديوانية ومدير ماء الديوانية ومدير مركز ماء الشامية ومعاون مدير توزيع كهرباء الديوانية ووصلت الاقالات لمدير مستشفى النسائية والأطفال وايضا مدير مستشفى عفك العام.

وفي ظل تلك الاقالات تسائل العديد من المواطنين حول الإجراءات المفاجئة لمجلس محافظة الديوانية فاعتبر بعضهم تلك الاقالات بانها حيلة ومحاولة بالاتفاق لترويض التظاهرات وخفض مستوى الغضب الشعبي الذي بدأ يزداد بشكل كبير حتى لحظات كتابة هذا المقال، وقال بعضهم انها صحوة ضمير لانقاذ واقع المحافظة قبل ان ينقض الشعب الديواني على المحافظة ومجلسها وإعلان النفير العام

وانتم كيف ترون الهدف من تلك الإقالات؟!

اترك تعليقاً