
كتب/ سيف البصري
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!تشهد الساحة السياسية في محافظة الديوانية حالة من الترقّب بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي حصد من خلاها حسين العنكوشي أعلى الأصوات في المحافظة، في مؤشر واضح على تنامي الثقة الشعبية بشخصيته وبرنامجه الانتخابي، هذا التفوّق الانتخابي الذي لم يأتِ من فراغ، أعاد إلى الواجهة سؤالاً يتردد في الأوساط الشعبية والإعلامية: هل يمكن أن نشهد تجربة مشابهة لتجربة أسعد العيداني في البصرة؟
الأصوات التي حصدها العنكوشي في الديوانية تعبّر عن رغبة حقيقية لدى الناخب الديواني في التغيير، والتوجه نحو شخصية تمتلك حضوراً جماهيرياً وقدرة على التواصل المباشر مع المواطنين،
فالجمهور في الديوانية، الذي عانى كثيراً من الخداع في اختيار ممثليه، لم يمنح ثقته اعتباطاً، بل بنى موقفه على متابعة الأداء والسيرة والسجل المهني والاجتماعي والمواقف المتعددة التي برز من خلالها حضور العنكوشي.

المقارنة بالعِيداني.. لماذا؟
تجربة أسعد العيداني في البصرة أصبحت انموذجاً محل دراسة؛ فقد استطاع الجمع بين قوة الإدارة والعمل الميداني المباشر وتثبيت حضور سياسي وشعبي لافت،
اليوم، وبعد اكتساح العنكوشي في الديوانية باكثر من 12000 صوتًا، بدأ البعض يطرح سؤالاً مشروعاً:
هل سيتمكّن العنكوشي من تحويل رصيد الأصوات إلى مشروع إداري شبيه بما فعله العيداني؟

مراقبون يرون ان الطريق ليس سهلاً امام العنكوشي، فالديوانية تواجه ملفات شائكة تتعلق بالخدمات، البطالة، البنى التحتية، وإدارة الموارد فضلاً عن الحصص والتقاسمات الحزبية، وهي تخضع حاليًا وفعليًا لمنظمة بدر ذات النفوذ السياسي الكبير والذي قد لا يكون بابًا سهلاً امام السيد العنكوشي.
ومع ذلك، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن حامل أعلى الأصوات يمتلك رؤية إدارية واضحة، إلى جانب شبكة علاقات قادرة على تحريك الملفات المتوقفة منذ سنوات في المحافظة وكان الجمهور قد جرب العنكوشي خلال ترأسه الهيئة الإدارية لنادي الديوانية وكيف انتقل بإسم النادي دولياً وجلب محترفين في سابقة لم يشهدها النادي والمحافظة بتاريخهما.

إذا ما تم استثمار هذا الزخم الشعبي بطريقة حقيقية، فقد تكون الديوانية على أبواب مرحلة جديدة تقوم على إدارة أكثر ديناميكية مع تفعيل عدد كبير من المشاريع المتوقفة فضلاً عن تقوية حضور المحافظة في بغداد ولدى الحكومة الإتحادية كما ويسهم في إعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

مراقبون سياسيون أكدوا للمنصة ان المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كانت الديوانية مقبلة على نموذج إداري جديد يعيد رسم ملامح المحافظة، أم أن التجربة ستظل في حدود التوقعات والتحليلات،
ولكن المؤكد أن حصول العنكوشي على أعلى الأصوات يضعه أمام اختبار كبير.. واختبار أكبر أمام الجمهور الذي وضع كل ثقله وثقته فيه. إنتهى