العراق يفتتح مشروعًا عملاقًا لإنتاج الوقود.. خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

شهد العراق، صباح اليوم السبت 25 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، افتتاح مشروع مهم في مصفاة الشعيبة الواقعة في محافظة البصرة، الذي يستهدف دعم توجه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قطاع الطاقة في بغداد، فقد افتتح رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، وحدة التكسير بالعامل المساعد (FCC) في مصفاة الشعيبة بمحافظة البصرة، بطاقة 55 ألف برميل يوميًا.

ويُعدّ تشغيل المشروع الجديد -التابع لشركة مصافي الجنوب في البصرة- خطوة نحو تحقيق العراق الاكتفاء الذاتي من مادة البنزين والمشتقات النفطية الأخرى، بما يدعم توجه البلاد نحو تخفيف الاستيراد، ودعم قطاع الكهرباء لإخراجه من عثرته.

وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، إنه منذ تولى مهامه قبل أقل من 3 سنوات كانت البلاد تستورد كميات من المشتقات النفطية تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار، لكن وبعد تطوير عمل المصافي، تحقق الاكتفاء الذاتي من الديزل والكيروسين (النفط الأبيض)”.

إنتاج الوقود في العراق
قال وزير النفط حيان عبدالغني، إن وزارته تمكّنت من رفع طاقات التكرير لإنتاج الوقود في العراق بمعدل 450 ألف برميل يوميًا، حتى وصلت إلى ضعف الكمية التي كانت تُكرر سابقًا، وهو ما حقق الاكتفاء الذاتي من مادتَي زيت الغاز (الديزل) والكيروسين (النفط الأبيض).

بالإضافة إلى ذلك، خفّضت البلاد استيراد البنزين من 12 ألف متر مكعب إلى 4 آلاف متر مكعب فقط، مشيرًا إلى أن الكمية المتبقية ستُوفّر من مشروع التكرير الجديد “FCC”، وسيتم إيقاف استيراد البنزين المُحسّن بعد تشغيل المشروع.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

وأشار وزير النفط العراقي إلى أن المشروع سينتج البنزين عالي الأوكتان 95 وأكثر من ذلك، الذي يُعدّ من أفضل أنواع البنزين، موضحًا أن هذا الإنجاز يُعد واحدًا من ضمن المشروعات الكبيرة، تقدم الخدمات والاستحقاقات للشعب.

يُشار إلى أن مشروعات تكرير النفط في العراق تشهد تطويرًا ملحوظًا خلال المدة الماضية، بهدف تحقيق الاكتفاء المحلي، بالتوازي مع خطط إدخال الطاقة المتجددة إلى المنظومة الوطنية، بما يكفل خفض الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الصادرات.


وكان مستشار وزير النفط لشؤون الطاقة عبدالباقي خلف، قد صرح في 30 سبتمبر/أيلول بأن إدخال الطاقات النظيفة يُعد خطوة مكملة للوقود الأحفوري؛ إذ يُسهم في تقليص الاستهلاك الداخلي وتوفير كميات إضافية للتصدير، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يُذكر أن بيانات وزارة النفط تكشف عن استهلاك بنحو 250 ألف برميل يوميًا من النفط الخام لتوليد الطاقة، في حين تساعد الطاقة المتجددة في تحرير هذه الكمية للتصدير؛ بما ينعكس إيجابًا على إيرادات البلاد الاقتصادية.

تحسين أمن الطاقة
تسعى الحكومة إلى الموازنة بين الوقود الأحفوري ومشروعات الطاقة النظيفة في العراق، وهو ما يأتي ضمن إستراتيجية وطنية تستهدف تحسين أمن الطاقة، وتحقيق استدامة الموارد، وتعزيز موقع البلاد في الأسواق العالمية.

وقال مستشار الوزارة لشؤون الطاقة إن إدخال الطاقة المتجددة بصورة أكبر، لا يعني التخلي عن النفط والغاز، بل يكمله في تلبية الطلب المحلي وضمان استقرار السوق الداخلية.

وأوضح أن البلاد تستهلك يوميًا ما يقارب 250 ألف برميل من النفط الخام لأغراض توليد الطاقة، في حين سيوفر التحول إلى الطاقات النظيفة هذه الكمية للتصدير؛ ما يدعم إنتاج الوقود.

وأضاف عبدالباقي خلف أن الوزارة زادت -خلال السنوات الأخيرة- مشروعات تكرير النفط في العراق، لخفض الاعتماد على الواردات، خاصة في المنتجات الخفيفة كالبنزين وزيت الغاز؛ ما منحها قدرة أكبر على تغطية الطلب المحلي.

وتمكّن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي ببعض المنتجات النفطية، إلا أن النقص الأخير في إمدادات الغاز اضطر الحكومة إلى تعويض النقص باستعمال كميات إضافية من زيت الغاز.


ويمكن لمشروعات تكرير النفط في العراق، حاليًا، أن تغطي حاجة السوق المحلية، خاصة مع عمل وزارة النفط على مشروعات جديدة لإنتاج بنزين عالي الأوكتان، من خلال إدخال وحدات تحسين كبيرة وحديثة.