بقلم : مهدي قاسم الدراجي
للثورة الحسينية محطات مختلفة ارفدت البشرية بكل شيء ما ان تناولها فرداً او صاحب تخصص إنساني او إجتماعي او سياسي او، فكري او فلسفي… الخ، إلا واستخرج منها عطاء يرفد الإنسانية ويفيدها، لعل أبرز موضوع اتناوله في هذا المقال هو ما أراد إيصاله الإمام الحسين (عليه السلام) لنا ولكل جيل، وقف الإمام الحسين (عليه السلام) مخاطباً أصحابه يوم العاشر “من كان في عنقه دين أو حق للناس فليرحل” تلك المقولة التي ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) هي منهج أقره لتكون خط التعامل لكل إنسان في مجتمعه لكل زمن وجيل ليوضح ان المسير للجهاد في سبيل الله لابد أن يعتمد الشفافية ليكون الجهاد مكتمل الشروط قولاً وفعلاً، ظاهراً وباطناً، ورسالة أخرى أراد إيصالها خطها الإمام الحسين عليه السلام هي الصلاة، على الرغم من اشتداد وطيس المعركة حمل أصحابه النجباء على الصلاة عندما حان وقتها وهذه الخطوة دلالة مهمة أراد الحسين عليه السلام إيصالها لنا لتكون منهج ومنهاج على مر الأزمة والعصور.
لقد أدرك الحسين عليه السلام ان القيام بثورة تصحح المسار والمسير يتطلب تحقيق أعلى مراحل الترويض النفسي باعتبار جهاد النفس هو الأساس الذي ينطلق منه الإنسان لبناء تعامله مع المحيط المجتمعي. احتوت ثورة الحسين عليه السلام تلك الثورة التي مازالت اساس الثائرين والخط الشامل لكل من أراد تحقيق البناء الفكري لكل مجتمع سقط إلى الهاوية، احتوت طياتها رسائل خالدة أراد الإمام الحسين عليه السلام إيصالها من خلال أصحابه الأوفياء.
ان الإطلاع على فصول القضية الحسينية باجمعها ماهي إلا دستور خطه الحسين عليه السلام وهي إمتداد لرسالة جده الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله الذي عمل على بناء الفرد من خلال إخراجه من الذل والخنوع إلى البناء القويم الذي استطاع بثورته الخالدة بناء الإنسان من خلال زرع القيم الثورية فضلاً عن القيم التي تحقق البناء الفردي لعقلية الإنسان.